ام الحاكم الروماني بومبي العظيم بالسيطرة على فلسطين عام 63 ق.م. وجعل منها مقاطعة رومانية يحكمها ملوك يهود، في سنة 70 للميلاد، قمع الامبراطور الروماني تيتوس ثورة يهودية في فلسطين، وسوى القدس بالأرض ودمر معبدها. وفي اعقاب ثورة يهودية أخرى ما بين 132م و135م شيد الامبراطور هادريان مدينة وثنية جديدة على انقاض القدس اطلق عليها اسم كولونيا ايليا كابوتاليا، وحرم على اليهود دخولها. وبعد انتهاء عهد هادريان، زاد باطراد عدد المسيحيين المقيمين في القدس. ومع اعتناق الامبراطور قسطنطين الأول للمسيحية، وزيارة امه الملكة هيلانة للقدس سنة 320م، بدأ طابع القدس وفلسطين المسيحي يغلب على طابعهما الوثني. وشيّد قسطنطين نفسه كنيسة القيامة، ودأب خلفائه، ولا سيما جستينيان على الاكثار من بناء الكنائس والنصب المسيحية في فلسطين. وسمح البيزنطيون لليهود بدخول القدس يوما واحدا في السنة فقط، للبكاء قرب حجر كان لا يزال باقيا في موقع المعبد. ولكن البيزنطيين ابقوا على الموضع اجرد موحشا، اكراما لما كان قد تكهن به المسيح (إنجيل متى 2:24).